لنسارع الى المغفرة والجنة

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى ( وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين , الذين ينفقون في الرساء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

اعد الله جنه عرضها السماوات والارض وجعلها للمتقين فكيف نكون من المتقين ؟

بينت هذه الايات صفات المتقين التي اعدت لهم الجنه فاولا علينا ان نسارع الى مغفرة من ربنا قال تعالى (وسارعوا الى مغفرة من ربكم ) اي علينا الاسراع للاعمال التي تجعل ربنا يغفر لنا ولكن اي اعمال؟؟

قلنا بانها اعمال المتقين وبينها تعالى في قوله ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

اول صفة هي الانفاق في السراء والضراء سواء ماكان معنا كثيرا او قليلا فقد قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا النار ولو بشق تمره فمن لم يجد فبكلمة طيبة ).

ثاني صفة ان نكتم غيظنا ولا تنفرط منا اعصابنا فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد في الصرعه انما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) فبين ان من يستطيع كتم غيظه هو الشديد القوي وقال عليه الصلاة والسلام ( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ).

ثالث صفة العفو عن الناس فان المتقين ليسوا فقط من يكتمون الغيظ بل ايضا يعفون عمن اخطأ في حقهم ولا يكون في صدورهم شيئ وامرنا ديننا بالعفو فقد قال تعالى ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين ).
خذ العفو ولا تاخذ كل شي فبعض الاعمال تكون سهوا وبعض الاخطاء لم يرد بها صاحبها الا خيرا فخذ العفو واترك مايغضبك وامر بالعرف وماتعارف على انه خير واعرض عن الجاهلين الذين يثيرون الفتن ويحاولون استفزازك اعرضهم عنهم قال تعالى ( واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) ولا تحسب ان هذا ضعف بل هو عزه فقد قال صلى الله عليه وسلم ( مانقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وماتواضع احد لله الا رفعه ) الا تريد ان يزيدك الله عزا ؟
وقيل ان العفو عن صاحب الخطا ان كان من اهل الاحلام اصعب عليه من الرد ويجلعها حسرة في قلبه فما احسن ما نظمه الامام محمد بن ادريس الشافعي فقال :
اذا خاطبك السفيه فلا تجبه *** فخير من اجابته السكوت
فان كلـمـتـه فـرجـت عنــه *** وان خليـته كـمـدا يـمـوت
وقال
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فاكره ان اكون له مجيبا
يزيد سفاهة فازيد حلما *** كعود زاده الاحراق طيبا

رابع صفة ان تكون من المحسنين والاحسان هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك
ويكفيك من ان تكون من المحسين ان الله سبحانه وتعالى قال ( والله يحب المحسنين )
والاحسان هنا ان تحسن الى من اخطئ عليك وقيل ان احد الصالحين كانت له جاريه فاخطأت خطئا شديدا فغضب غضبا اشد فلما رأته غاضبا هكذا قالت له والكاظمين الغيظ فقال كتمنا فقالت له والعافين عن الناس فقال عفونا فلما رأته هكذا طمعت فقالت والله يحب المحسنين فقال اذهبي فانتي حره

من وجهة نظري ان الانفاق هو اسهل الصفات فالانفاق رغم حبنا للمال اسهل من كتم الغيظ وكتم الغيظ اسهل من العفو والاحسان اصعبهم جميعا
فلنجاهد انفسنا ان نكون ممن يسارع الى المغفره والجنة التي عرضها كعرض السماوات والارض

اللهم لك الحمد كله ولك الشكر كله واليك يرجع الامر كله علانيته وسره اللهم لك الحمد حتى ترضى اللهم لك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى اللهم لك الحمد كما ينبغي لعظيم وجهك وجليل سلطانك اللهم لك الحمد بالاسلام اللهم لك الحمد بالايمان اللهم لك الحمد بالاحسان اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما انك انت العليم الحكيم اللهم ارزقنا علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا الحمد لك على ما اعطتينا والحمد لك على ما استرجعته منا وصلي وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

تسلمى على الموضوع الجميل