missou ادارة الشات
عدد المساهمات : 1096 تاريخ الميلاد : 23/05/1992 تاريخ التسجيل : 23/08/2009
| موضوع: طاقة نور الأربعاء ديسمبر 23, 2009 6:18 am | |
| خرج من غرفة رئيسه في العمل مسرعا وهو يرغي ويزبد . فعندما شعر بأن الدنيا قد أظلمت من حوله هرب سريعا من أمام رئيسه حتي لا يحدث ما لايحمد عقباه . فقد أحس بأنه قد فقد فرصته الأخيرة في الخروج من هذه الشرنقة الضيقة والتي وضعته فيها ظروف نشأته الأجتماعية المتواضعة . فقد كان يجلس منذ بضعة أيام بين مجموعة من أصدقائه وعرض عليه أحدهما و الذي كانت أثار الرفاهية واضحة عليه بجلاء . مشاركته في بعض أعماله دون أن يتحمل أية أعباء مالية فشعر حينها بأن الدنيا قد أدارت له وجهها المضئ ولكن كان شرط صاحبه الوحيد هو التفرغ . ولكن كانت المعاناة وشظف العيش يحفران بداخله أخدودا عميقا من القلق فلم يقوي علي الأستقالة من عمله رغم كونه لا يدر عليه إلا القليل ولكنهم مع ذلك أفضل من لاشئ . فأراد أن يحصل علي أجازة طويلة دون مرتب ولكن رئيسه أغلق هذا الباب تماما في وجه . وعندما وصل إلي باب المصعد أحس وكأن بداخله بركان علي وشك الأنفجار و مع هذا الزخم من البشر الموجودين حول باب المصعد لم يستطع الأنتظار وقرر أن ينزل علي السلم عسي أن يفرغ بعض ما بداخله من غضب . ولم يكد أن يهبط درجتين حتي أحس بدوار شديد فحاول أن يستند علي الجدار الجانبي للسلم ولكنه أخطأ الجدار ولم تجد يده إلا الفراغ فترنح وسقط في بئر السلم . وعندما كان جسده يهوي إلي القاع مرت حياته أمام عينيه وأحس بندمه علي الغضب الذي كان يعتمل في صدره منذ لحظات وعندما أستعد للحظة الأصطدام بالأرض حدث ما لا يمكن أن يخطر علي قلب بشر . فقد رأي طاقة نور ضخمة تقترب منه شيئا قشيئا حتي ألتصقت به وحملته بداخلها ولم يستطع فتح عينيه من شدة الضوء وما هي إلا لحظات حتي وجد نفسه يهبط علي الأرض برفق وهدوء . وعندما فتح عينيه ببطء وجد نفسه جالسا علي أرض رملية خشنة وسط صحراء واسعة مترامية الأطراف لا حدود لها . وأنتظر لحظات حتي أعتادت عينيه علي ضوء الشمس المبهر ثم هب واقفا وأخذ ينظر حوله برهبة وتساؤل وما لبث أن رأي جبلا شامخا ينبثق أمامه من العدم وشاهد في أعلي الجبل مدخل كوخ صخري صغير وما بعث الأمل في نفسه هو مشاهدته لطاقة النور وهي تتحرك في أعلي الجبل وتدخل داخل الكوخ . ولم يجد أمامه إلا محاولة تسلق الجبل والوصول لطاقة النور ليعرف ما الذي أتي به إلي هنا . وحاول مرارا وتكررا تسلق الجبل حتي تقرحت سيقانه وقدماه وتشققت يداه وسقط عدة مرات وكاد رأسه أن يشج ولكنه في النهاية أستطاع الوصول إلي مدخل الكوخ الصخري وعندما دخل إليه وجد طاقة النور تصطدم بسقف الكوخ ثم تسقط أمامه متجسدة في شكل أنسان ضوئي شفاف فسأله بلهفة وتوتر : - من أنت ؟ ولماذا أتيت بي إلي هنا ؟ نظرإليه الأنسان الضوئي وهو يبتسم بهدوء وقال : - أنا لم أتي بك ؟ ولكنك أتيت برغبتك . نظر إلي الأنسان الضوئي بأندهاش وقال بغضب : - أنا لم أطلب منك أن تأتي بي إلي هنا . قال الأنسان الضوئي بهدوء أشد : - وهل كنت تفضل الموت علي الحياة !؟ أنظر خلفك . وعندما نظر خلفه عبر باب الكوخ وجد قصر كبير يشبه قصور الأندلس في عصر الخلافة الأموية فقال للأنسان الضوئي و هو لا يحول نظره عن القصر خشية أن يختفي : - كيف لم أشاهد هذا القصر من قبل !؟ لمن هذا القصر ؟ قال الأنسان الضوئي بعطف : - هو لك . أذهب وخذه . واستدار مسرعا وجري بكل ما أوتي من قوة حتي وصل إلي القصر فوجد الجميع يستقبله بالمزيد من الود والترحاب . وعندما دخل إلي القاعة الرئيسية للقصر وجد أمامه مائدة عامرة بشتي أصناف الطعام تحيط بها الجواري الحسان . ووجد مخدع كبير علي رأس المائدة قادته الجواري إليه فأضجع عليه وألتهم كل ما وقعت يده عليه حتي أتخمه الطعام فرقد علي المخدع وراح في سبات عميق . وبعد مضي فترة ليست بالقصيرة حاول الأستيقاظ وفتح عينيه ولكنه لم يستطع وبعد عدة محاولات باءت جميعها بالفشل سمع في خدره صوت يقول له : - كفاية عليك يا أدم كده . | |
|